احكي يا شهرزاد

لغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن فتاةً رومانسيةً حالمة.. حكت لها صديقتُها العاشقة الهائمة.. ما شعرت به عندما.. جاء من تحبه ليقول لها "بحبك".
فقالت الفتاة لنفسها:
"لم أسمعها من قبل! أعلمُ جيداً أن السبب هو خوفي منها.
ماذا سأفعل إذا سمعتُها؟ هل أبتسم أم أضحك أم أبكى؟
هل من الممكن أن أفقد الوعيَ من شدة الارتباك والحياء والخوف؟
وبالطبع في تلك الحالة لن أفعل أو أقول أى شيء، لكن خوفي سيدفعُني من البداية لتجنب الموقف كله أصلاً".

يحلمُ الناس بالوقوع في الحب وينتظرونه ويتحدثون عنه، لكن لماذا أخاف أنا منه؟ بمجرد أن أشعر باهتمام أحدٍ بي، أو إذا حاولَ أحدٌ التقربَ منى، أتحولُ إلى فتاةٍ لا أعرفُها، فتاةٍ مرتبكة وعصبية وقلقة وحساسة بشكل مبالغ، وقاسية أحياناً وكأنها مُحاولةٌ منى للهروب والرفض، لكنني لن أرفض، بل سأدفعه إلى أن يكون هو من يرفض وأول من يبتعد؛ يبتعد عن تلك الفتاةِ الغريبة التي لا يعرفُها! فقد كانت جميلةً وطيبةً وحنونةً وخفيفة الظل، لكن ماذا حدث لها؟ أين هي؟
إنها موجودة لكنها خائفة، لذلك تتخفى وراء القناع الذي صنعته هي بنفسها لنفسها.

تنظر الفتاة في المرآة للحظات... أعتقد أن سبب هذا الخوف وتلك الحالة الغريبة هو ما حدث للكثيرين ممن حولي، فهناك من أحبوا ثم تغيرت مشاعرهم، ومنهم من يقول أنه وقع في الحب أكثر من مرة، فأقول لنفسي لعله كان إعجاباً، لكنهم يؤكدون لي أنه لم يكن مجرد إعجابٍ بل حبا!!

ترسم على وجهها ملامح تترجم حالة الضيق والاستنكار التي تمر بها...
لا يمكن أن يكون هذا هو الحب الذي انتظره. لن أقبل أن أكون مجرد اسمٍ يضاف إلى قائمةٍ طويلة تحمل عنوان: " قابل للحب كلما سنحت الفرصة "، ولا أريد أن أكون ممن تتغير مشاعرهم في لحظة.

تهدأ قليلاً... من المفترض أن الحب الصادق شعورٌ مميزٌ ومختلفٌ عن باقي المشاعروالأشياء العادية التي تحدث لنا كثيراً في كل يومٍ من أيام حياتنا، حتى أن البعض لا يحالفهم الحظ ليقابلوا مثل هذا الحب طوال حياتهم.

تبتسم... الوقوع في الحب يعنى أنك تقع... تقع بكل ما تحمله الكلمة من معاني... تقع بحيث لا يستطيع أحدٌ أن يخلصك! بالطبع لن تقع في حب ملاك، فنحن نعيش على الأرض، لكنك إذا أحببت بصدقٍ ستتحول كل العيوب إلى صفات، فتنظر لهذا الشخص فترى ملاكاً!

فجأة تخرج من حالة الصمت لتقول "لو كان الحب غير ذلك ما الذي يجعله إذاً حلماً نتمنى أن يتحقق ولو تحقق نود ألا نستيقظ منه أبداً؟"
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.




دينا البسنلى، 21 سنة، القاهرة